مجلة شارع الحريه الاسبوعيه
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


مملكة البحرين
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 بقلم قاسم حسين

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
جعفر الخابوري
Admin
جعفر الخابوري


المساهمات : 45
تاريخ التسجيل : 13/05/2015

بقلم قاسم حسين Empty
مُساهمةموضوع: بقلم قاسم حسين   بقلم قاسم حسين I_icon_minitimeالأحد أبريل 16, 2017 8:40 am

لماذا لا يمكن تركيب إشارات رقمية للمرور؟
قاسم حسين
Kassim.Hussain@alwasatnews.com

الردّ الحكومي السلبي على الاقتراح النيابي برغبة، بشأن تركيب عدادات رقمية على الإشارات الضوئية بأحد شوارع البحرين لمعرفة مدى نجاح التجربة ومن ثم تعميمها، جاء ضعيفاً وغير مقنع ومخيّباً للآمال.

هذا المطلب لا يقتصر على مجلس النواب، بل هناك مطالبةٌ شعبيةٌ واسعةٌ لتركيب العدادات الرقمية للإشارات المرورية، وخصوصاً بعد فرض الغرامات المالية المضاعفة مؤخراً. ويمكن التأكد من ذلك بمتابعة وسائل التواصل الاجتماعي، مثل «تويتر» و «الإنستغرام»، فضلاً عن مقاطع الصوت والفيديو المتداولة على نطاق واسع هذه الأيام.

هذا الموضوع طالبنا به كثيراً مع عددٍ من الزملاء بالصحف الأخرى خلال السنوات الماضية، لكن إدارة المرور والترخيص لم تصغِ لنداءاتنا الهادفة إلى حفظ الأرواح وتقليل نسبة الحوادث المرورية الناتجة عن نظام الإشارات الحالي. وقد أصبح مطلباً شعبياً بعد التوسع في فرض الغرامات الكبيرة مؤخراً على السرعة وقطع الإشارة المرورية وتجاوز الخطوط الصفراء وغيرها، ما أدى إلى تململ واسع بين الناس، وخصوصاً مع عدم إشعارهم بها تجنباً لتراكمها.

يجب ألا يُفهم إطلاقاً أننا مع تجاوز قوانين المرور أو قطع الإشارة الحمراء أو أي عمل يدل على الاستهتار بأرواح البشر، لكننا ندعو لإصلاح الأوضاع الخاطئة من جانب وزارة الداخلية، بالتوازي مع فرض الغرامات. فلا يمكن أن تفرض على مستخدمي الطرق قوانين مشددة في الوقت الذي ترفض تعديل نظام الإشارات، أو إجراء أية إصلاحات على النظام المروري الذي يتسبب في الاختناقات المرورية، أو استبدال الإشارات التي تعرقل انسيابية الحركة. وسبق أن ضربنا أمثلةً (4 أبريل) لعدد من الشوارع التي تحتاج إلى مراجعة وتصحيح، سواءً في المنامة أو المحرق أو الشمالية أو المنطقة الوسطى.

الجهات الرسمية قالت إن عدداً من الدول تراجعت عن نظام العدادات الرقمية بعد وقوع حوادث مؤسفة، لكنها لم تقدّم لنا اسم بلد خليجي واحد أزالها، أو تعرض علينا أرقاماً تؤكد كلامها. والحاصل هو أن المواطن يسافر اليوم برّاً وجوّاً إلى دول الجوار ويرى بعينيه سيادة هذا النوع من الأنظمة المرورية الرقمية. يكفي أن تعبر الجسر إلى أقرب مدينةٍ سعوديةٍ لتتحقّق من ذلك.

هنا أريد أن أنقل حادثةً وقعت لي قبل أسابيع، بأحد الشوارع الحيوية الكبرى (الاستقلال)، وتحديداً عند تقاطع جهاز الإحصاء المركزي. كنت في المسار الأوسط، وعلى بعد أقل من مئة متر، تحوّلت الإشارة إلى حمراء. ولأني كنت أسوق بأقل من 80، خفّفت السرعة وتوقفت، لكن سائقَي السيارتين على جانبيّ ارتبكا، فاتخذا قرارين مختلفين لأنهما كانا أسرع مني. على اليمين زاد السائق سرعته بقوة ليفلت من الإشارة، بينما داس السائق على يساري على المكابح بشدة فارتجت سيارته قبل الوقوف.

أسجل هذه الواقعة لأنها تنقل بدقةٍ ردود أفعال السواق: بين من يتريث ويتوقف، ومن ينطلق بسرعةٍ أكبر، أو يقف فجأةً فيعرّض نفسه لاصطدام سيارةٍ من الخلف، والسبب نظام الإشارة الذي يفاجئ السائق بانقلابه السريع فجأةً. تخيّلوا لو كانت الإشارة رقمية؟ الكلّ سيلاحظ الوقت المتبقي حتى على بعد 200 أو 300 متر، ويقرّر الوقت المناسب للتوقف، من دون فرملةٍ فجائيةٍ أو زيادة السرعة كالصاروخ فيعرّض نفسه وغيره للحوادث القاتلة.

الوضع الحالي وضع خاطئ، ونظام الإشارات الحالي غير كفوء، ويحتاج إلى استبدال أو إعادة برمجة على الأقل. وإصرار إدارة المرور على توصيفه بالنظام الذكي لا يقنع أحداً، بدليل أنه لم يسهم في توفير أرواح السوّاق ولا المارة طوال السنوات الماضية.

أخيراً... من الصعب أن يقتنع الرأي العام بأنه «لا يمكن تركيب عدادات رقمية»، في وقتٍ استطاعت الداخلية تركيب الكاميرات ونشرها خلال فترة قياسية في مختلف شوارع البحرين الرئيسية. فلماذا يمكن تركيب الكاميرات الرقمية ولا يمكن تركيب الإشارات الرقمية؟


صحيفة الوسط البحرينية - العدد 5335 - الأحد 16 أبريل 2017م

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://gttyhgffd.rigala.net
 
بقلم قاسم حسين
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» بقلم قاسم حسين
» بقلم جميل المحاري
» بقلم ريم خليفه
» بقلم هاني الفردان
» بقلم سعيد الحمد

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مجلة شارع الحريه الاسبوعيه :: الفئة الأولى :: المنتدى الأول-
انتقل الى: